Saturday, February 11, 2012

أفيال كوت ديفوار تتحدى رصاصات زامبيا في نهائي مثير لكأس الأمم الأفريقية

ليبرفيل (الجابون) 11 شباط/فبراير (د ب أ)- يسدل الستار غدا الأحد على
فعاليات واحدة من أكثر بطولات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم إثارة
عندما يلتقي المنتخب الإيفواري نظيره الزامبي في المباراة النهائية
لبطولة كأس أفريقيا الثامنة والعشرين المقامة حاليا في غينيا الاستوائية
والجابون.
ولم يكن المنتخب الزامبي (الرصاصات النحاسية) مرشحا بالتأكيد للفوز بلقب
البطولة ولكنه أصبح على بعد خطوة واحدة من تحقيق الحلم ورفع كأس البطولة
للمرة الأولى في تاريخه إذا نجح في مواصلة مفاجآته بإسقاط أفيال كوت
ديفوار.
ويخوض المنتخب الإيفواري مباراة الغد على استاد "لاميتي" في العاصمة
الجابونية ليبرفيل وهو المرشح الأقوى للفوز وحمل كأس البطولة التي فاز
بها مرة واحدة سابقة في عام 1992 .
ولكنه يخشى من مفاجآت المنتخب الزامبي الذي أطلق إحدى رصاصاته على
المنتخب الغاني في الدور قبل النهائي ليحرم النجوم السوداء من بلوغ
المباراة النهائية علما بأنه كان المرشح القوي الآخر مع أفيال كوت
ديفوار للمنافسة على لقب البطولة.
ويخوض كل من المنتخبين المباراة النهائية للمرة الثالثة في تاريخه حيث
تأهل المنتخب الزامبي لنهائي البطولة للمرة الأولى عام 1974 بمصر عندما
التقى منتخب زائير (الكونغو الديمقراطية حاليا) وتعادل الفريقان 2/2
لتعاد المباراة ويفوز منتخب زائير 2/صفر ويتوج باللقب.
كما تأهل الفريق للنهائي في عام 1994 بتونس وخسر أمام نظيره النيجيري
صفر/2 .
بينما حصد المنتخب الإيفواري لقبه الوحيد في أول ظهور له بالنهائي وذلك
في عام 1992 بعد التغلب على نظيره الغاني في صراع ماراثوني بضربات
الترجيح 11/10 عقب انتهاء المباراة بالتعادل ثم سقط الفريق أمام نظيره
المصري في نهائي عام 2006 بمصر وذلك بضربات الترجيح 2/4 عقب انتهاء
المباراة بالتعادل السلبي.
ويحظى النهائي بدلالة خاصة للمنتخب الزامبي حيث تقام المباراة في مدينة
ليبرفيل التي كانت شاهدة على واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ كرة القدم
عندما شهدت مقتل 18 من لاعبي المنتخب الزامبي في عام 1993 اثر تحطم
الطائرة التي كانت تقل الفريق على بعد 500 مترا فقط من شواطئ ليبرفيل.
وقال كالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي للعبة إن البعثة الزامبية
المشاركة في البطولة الحالية تشعر جميعها بارتباط مع الماضي.
وكان بواليا قائدا للمنتخب الزامبي في عام 1993 ولكنه لم يكن على متن
الطائرة التي تحطمت حيث كان محترفا في أيندهوفن الهخولندي واستقل طائرة
أخرى إلى السنغال للالتقاء بالفريق هناك استعدادا لخوض المباراة أمام
المنتخب السنغالي في تصفيات كأس العالم 1994 ولكن حادث الطائرة منع باقي
لاعبي الفريق من الوصول.
وقال بواليا "إنها مفاجأة كبيرة أن نحضر إلى ليبرفيل كأحد طرفي النهائي.
ما من أحد رشحنا لبلوغ النهائي ولكن القدر كان لصالحنا. ضحايا الطائرة
كانوا يحلمون بالنهائي. ونحن نحلم الآن بأن نجلب المجد لبلدنا".
وأضاف "أتمنى أن نستطيع إنهاء مسيرتنا في البطولة بنفس الطريقة التي
أدينا بها في المباريات السابقة. سيكون ذلك مهما بالنسبة لنا. أتمنى أن
يرتقي اللاعبون لمستوى الحدث".
ويعتمد المنتخب الزامبي بقيادة مديره الفني الفرنسي هيرفي رينار بشكل
كبير على اللاعبين الذين ينشطون داخل القارة الأفريقية كما يعتمد هجوم
الفريق على اللاعب المخضرم كريستوفر كاتونجو قائد الفريق والمحترف في
هينان كونستركشن الصيني.
ولكن الهجوم الزامبي بقيادة كاتونجو سيواجه مهمة صعبة في مباراة الغد
أمام الدفاع الإيفواري القوي الذي لم تهتز شباكه على مدار المباريات
الخمس التي خاضها في البطولة الحالية.
وكان آخر من نجح في هز شباك الأفيال هو اللاعب الجنوب أفريقي كاتليجو
مفيلا الذي تعادل لفريقه 1/1 خلال مباراة الفريقين في تشرين ثان/نوفمبر
الماضي.
ومنذ ذلك الحين ، لم تهتز شباك الفريق في سبع مباريات خاضها منها خمس
مباريات في البطولة الحالية.
ولكن المدرب فرانسوا زاهوي المدير الفني الوطني للمنتخب الإيفواري لن
يركز كل اعتماده على خط الدفاع حيث يمتلك خط هجوم بارع يحسده عليه باقي
المدربين.
ويضم خط الهجوم الثلاثي الخطير ديدييه دروجبا وسالومون كالو وجيرفينيو
المحترفين في إنجلترا ويضاف إليهما الشقيقان الخطيران يايا وكولو توريه
مما يجعل الفريق هو المرشح الأقوى للفوز باللقب علما بأنه فاز باللقب في
عام 1992 دون أن تهتز شباكه أيضا على مدار المباريات الخمس التي خاضها
في البطولة.
وقال سالومون كالو مهاجم تشيلسي الإنجليزي إن منتخب بلاده لن يستهين
بالمنافس الزامبي. وأوضح "إنه فريق جيد بالفعل. والمباراة ستكون صعبة
للغاية".
وقال زاهوي إنه يتفهم المشاعر التي تنتاب المنتخب الزامبي بشأن هذه
المباراة ولكن فريقه يواجه نفس الموقف بعد الأزمات والصراعات الدموية
التي شهدتها كوت ديفوار في السنوات الماضية حيث تمثل كرة القدم وسيلة
لعلاج هذه الجراح.
وأضاف "إذا تمكننا من العودة بالكأس إلى كوت ديفوار ، سيكون لهذا معنى
كبير لدى شعبنا. نصر على إعادة السعادة إليهم".
وأكد منظمو البطولة أمس الأول الخميس أن تأخير موعد المباراة لمدة نصف
ساعة عن الموعد المحدد سلفا يأتي لأسباب "تقنية" دون الإفصاح عن
التفاصيل.

No comments:

Post a Comment